المشاركة في الحركة الانتقالية: خطوة نحو التوازن
المهني والأسري
مقدمة
تُعتبر الحركة الانتقالية من
بين أهم المحطات في المسار المهني للأطر التربوية والإدارية العاملة في قطاع
التعليم. فهي تتيح للموظفين فرصة الانتقال من مؤسسة إلى أخرى أو من جهة إلى أخرى،
طلباً لتحسين الظروف الاجتماعية أو الصحية أو المهنية، أو رغبة في الالتحاق
بالأسرة أو الاستقرار في منطقة معينة. وتعد المشاركة في هذه العملية من الحقوق
المكتسبة التي تنظمها الوزارة الوصية وفق معايير وشروط محددة.
أهداف الحركة الانتقالية
تهدف الحركة الانتقالية إلى تحقيق
مجموعة من الأهداف، من أبرزها:
- تحقيق الاستقرار النفسي والاجتماعي للأطر
التربوية، مما ينعكس إيجاباً على جودة الأداء التربوي.
- إعادة توزيع الموارد البشرية بشكل
متوازن، وفق حاجيات المؤسسات التعليمية في مختلف الجهات والأقاليم.
- تيسير ظروف العمل والمعيشة للموظفين
عبر تقريبهم من مقرات سكنهم أو أسرهم.
- إتاحة الفرص للترقي المهني والتنوع في التجربة
التربوية عبر العمل في بيئات مختلفة.
شروط المشاركة في الحركة الانتقالية
عادةً ما تحدد وزارة التربية الوطنية
الشروط التي يجب توفرها للمشاركة، والتي قد تختلف من سنة لأخرى حسب المذكرات
الوزارية، ومن أبرزها:
- التوفر على أقدمية معينة في المؤسسة أو في الإطار.
- الإدلاء بالوثائق الداعمة في حالات الالتحاق بالزوج(ة)، أو
الحالات الصحية، أو أسباب اجتماعية خاصة.
- تعبئة طلب المشاركة عبر المنصة الإلكترونية الخاصة بالحركة
الانتقالية خلال الفترة المحددة.
- الالتزام بالشروط الخاصة بالحركة الوطنية، الجهوية، أو المحلية.
أنواع الحركة الانتقالية
تشمل الحركة الانتقالية عدة أنواع،
بحسب نطاق الانتقال:
- الحركة الوطنية: تتيح الانتقال من مديرية إقليمية
إلى أخرى داخل نفس الجهة أو خارجها.
- الحركة الجهوية: تهم الانتقال بين المديريات داخل
نفس الجهة.
- الحركة المحلية: تخص الانتقال بين المؤسسات داخل
نفس الجماعة أو الإقليم.
معايير الانتقاء
تعتمد الوزارة في معالجة الطلبات على
نظام تنقيط دقيق، يأخذ بعين الاعتبار:
- الأقدمية العامة وأقدمية الإطار.
- الأقدمية في المؤسسة الحالية.
- النقاط الخاصة بالحالات الاجتماعية (الالتحاق بالزوج، الوضعية الصحية،
عدد الأطفال...).
- ملاحظات المفتشين أو المديرين (في بعض الحالات الخاصة).
- الاستحقاق المهني.
تحديات وصعوبات
رغم الأهمية الكبيرة للحركة
الانتقالية، إلا أنها لا تخلو من إكراهات، منها:
- العدد الكبير من الطلبات مقابل
المقاعد المحدودة في بعض الجهات المرغوبة.
- غياب الشفافية في بعض الحالات حسب
بعض النقابات، ما يخلق شعوراً بالإحباط لدى بعض المشاركين.
- تأخر النتائج أحياناً وتأخر الالتحاق بالمؤسسات
الجديدة، مما يؤثر على بداية الموسم الدراسي.
نصائح للمشاركة الفعالة
- الاطلاع الدقيق على المذكرة الوزارية المنظمة للحركة كل سنة.
- تعبئة الطلب بعناية واختيار المؤسسات أو الجماعات حسب أولوية حقيقية.
- تحيين المعطيات الإدارية والشخصية قبل المشاركة.
- استشارة النقابات التعليمية أو الأطر التربوية ذات الخبرة.
خاتمة
تظل المشاركة في الحركة الانتقالية
محطة أساسية في حياة كل إطار تربوي، لما تحمله من آمال وطموحات مهنية وشخصية. ومن
أجل ضمان نزاهة هذه العملية وفعاليتها، يجب الحرص على توفير شروط الشفافية،
والعدالة في التوزيع، والاستجابة للحاجيات الحقيقية لنساء ورجال التعليم، لما فيه
مصلحة المدرسة المغربية وجودة التعليم.
مراجع:
- المذكرة الوزارية السنوية الخاصة بالحركة الانتقالية – وزارة التربية
الوطنية.
- دليل الموظف التربوي في تدبير الحركة الانتقالية.
- تقارير نقابية حول نتائج الحركة الانتقالية في السنوات الماضية.