JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->

التربية الدامجة: نحو مدرسة منصفة للجميع

 


التربية الدامجة: نحو مدرسة منصفة للجميع

مقدمة

في عالم يتجه أكثر فأكثر نحو الإنصاف والعدالة الاجتماعية، برز مفهوم التربية الدامجة كأحد المرتكزات الأساسية لتحقيق تعليم شامل يضمن الحق في التعلم لجميع الأطفال، بغض النظر عن اختلافاتهم الجسدية أو النفسية أو الاجتماعية. لم تعد المدرسة اليوم مجرد فضاء لنقل المعرفة، بل أصبحت فضاء للانفتاح والتسامح وقبول الآخر.

مفهوم التربية الدامجة

تشير التربية الدامجة إلى دمج جميع المتعلمين، بمن فيهم ذوو الإعاقة أو صعوبات التعلم أو الفئات الهشة، داخل الفصول الدراسية العادية، مع توفير الدعم والموارد الضرورية التي تلبي احتياجاتهم الخاصة. وهي تقوم على مبادئ حقوق الإنسان، ومبدأ تكافؤ الفرص، ومحاربة جميع أشكال الإقصاء والتمييز.

أهداف التربية الدامجة

تهدف التربية الدامجة إلى:

  • ضمان الحق في التعليم لجميع الأطفال دون تمييز.
  • محاربة الإقصاء المدرسي والاجتماعي.
  • تنمية قيم التسامح والتعايش وقبول الآخر.
  • تعزيز الانتماء داخل الوسط المدرسي لكل المتعلمين.
  • تحسين جودة التعليم من خلال تنويع أساليب التدريس ومواءمتها حسب الفروق الفردية.

ركائز التربية الدامجة

تعتمد التربية الدامجة على مجموعة من الركائز الأساسية، من بينها:

  1. التهيئة المادية والبيداغوجية: مثل تهيئة الأقسام وتوفير الوسائل المعينة لذوي الإعاقة.
  2. تكوين الأطر التربوية: إعداد الأساتذة والإداريين للتعامل مع تنوع الحاجات التعليمية.
  3. الشراكة مع الأسرة والمجتمع: إشراك أولياء الأمور والمجتمع المدني في دعم المشروع التربوي الدامج.
  4. تكييف المناهج والبرامج: تعديل المحتويات الدراسية حسب قدرات وحاجيات المتعلمين.
  5. التقويم الشامل: اعتماد تقييمات مرنة تراعي الفروق الفردية وتدعم التقدم الشخصي لكل متعلم.

التحديات التي تواجه التربية الدامجة

رغم أهمية هذا النموذج، إلا أن تطبيقه يواجه عدة صعوبات، من أبرزها:

  • ضعف البنية التحتية في بعض المؤسسات.
  • قلة الأطر المتخصصة أو المؤهلة في مجال الدعم التربوي والنفسي.
  • النظرة السلبية أو النمطية لبعض أفراد المجتمع تجاه ذوي الاحتياجات الخاصة.
  • غياب التنسيق الفعّال بين الفاعلين التربويين.

التربية الدامجة في المغرب

تبنّى المغرب منذ سنوات مقاربة التربية الدامجة من خلال برامج ومذكرات وزارية تهدف إلى إدماج الأطفال في وضعية إعاقة داخل المنظومة التعليمية العادية. ومن بين المبادرات المهمة نذكر البرنامج الوطني للتربية الدامجة الذي انطلق في 2019 بشراكة مع مجموعة من الفاعلين.

ورغم التقدم المسجل، فإن إنجاح هذا الورش يتطلب مزيدًا من الاستثمار في التكوين والتجهيز، إضافة إلى دعم ثقافة الدمج داخل المجتمع المدرسي ككل.

خاتمة

إن التربية الدامجة ليست مجرد خيار تربوي، بل هي ضرورة إنسانية ومجتمعية لبناء مدرسة منصفة، عادلة، ومواطِنة. فدمج الجميع هو ما يجعل من المدرسة فضاءً حقيقيا للتعلم والنمو، ويعزز روح الانتماء والتعايش لدى الناشئة، في أفق بناء مجتمع أكثر عدلاً وتضامنًا

NameE-MailNachricht